خبراء: الطاقة النووية جزء متمم لخليط الطاقة

اتفق خبراء على أن الطاقة النووية تعتبر متممة لخليط الطاقة الإجمالي في المملكة وأنها تشكل واحدا من الخيارات المفتوحة لإمدادات الكهرباء المستمرة لتغذية الحمل الأساسي للنظام الكهربائي في المملكة. 
وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية د.خالد طوقان إن "البرنامج يشمل استخدام التكنولوجيا الآمنة بأسعار مستقرة لفترة طويلة، في الوقت الذي تميل فيه العديد من البلدان في المنطقة إلى بناء محطاتها النووية، إضافة إلى كونه يشكل الحمل الأساسي للنظام الكهربائي دون منافسة مع أي مصدر آخر للطاقة". 
وأكد طوقان أن هذه الطاقة تحقق سيادة الأردن بالمقارنة مع الاعتماد على موارد خارجية مستوردة؛ كما أوضح أن البرنامج النووي جنبا إلى جنب مع المحطة النووية، التي اختيرت لها التكنولوجيا الروسية من خلال شركة "روزاتوم"، يشتمل على تعدين اليورانيوم.
وبين أن فريق شركة تعدين اليورانيوم، الذي يتولى عملية استخراج هذا العنصر، نجح في السنة الماضية بإنتاج الكعكة الصفراء من خامات اليورانيوم الموجودة في المنطقة الوسطى من المملكة، من خلال تشغيل محطة البحوث الريادية التي تدار من قبل النظام الصناعي شبه الثابت.
ويشتمل البرنامج أيضا على تطوير الموارد البشرية التي تستخدم المفاعل النووي البحثي الذي تم افتتاحه رسميا في نهاية السنة الماضية في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، إضافة إلى المركز الدولي لضوء السنكروترون للعلوم التجريبية وتطبيقاتها في الشرق الأوسط, المعروف اختصارا بـ"سيسامي" ليكون أول مركز أبحاث عالمي من نوعه في المنطقة.
وبالتوازي مع ذلك، قال طوقان إن "هيئة الطاقة الذرية الأردنية تقوم حاليا بدراسة تشغيل مفاعلين يستخدمان تكنولوجيا مفاعلات صغيرة مدمجة لتحلية المياه, وذلك بموجب اتفاقية وقعت مع المملكة العربية السعودية لهذه الغاية.
وأيضا وفق ما قاله طوقان؛ فإن الأردن قام في الرابع والعشرين من شهر أيار(مايو) عام 2017 بالتقدم بطلب للانضمام إلى مجموعة مقدمي الخدمات النووية، ليكون بذلك البلد العربي الأول الذي ينضم إلى هذه المجموعة.
وبالنسبة إلى المدير العام لشركة الكهرباء النووية الأردنية د.صلاح الملكاوي فإن الطاقة النووية لا تنافس أي مصدر آخر في نطاق استراتيجية الطاقة، بل توفر مصدرا مستداما للطاقة يدخل في الحمل الكهربائي الأساسي – ما يشكل ميزة يوفرها هذا الخيار بالمقارنة مع الطاقة المتجددة التي تعتمد في تشغيلها على عوامل جوية معينة.
وبما أن العمر الافتراضي للمفاعل يمتد إلى ستين سنة، في الوقت الذي تشكل فيه تكلفة الوقود النووي جزءا يسيرا من تكلفة تشغيل محطة الطاقة النووية، فإن هذا يساعد على استقرار الأسعار لمدة طويلة خلافا لما عليه الأمر في مصادر الوقود التقليدية التي تخضع دائما لتقلبات السوق.    وفيما يتعلق بالتكنولوجيا المستخدمة في المحطة النووية، قال الملكاوي: إن هيئة الطاقة الذرية الأردنية، بمساعدة  استشاري دولي متخصص، اختارت العرض الروسي، لكونه الأفضل بين عروض كثيرة قدمتها شركات عالمية لهذه الغاية.
ومن الجدير بالذكر أن الحكومة  اختارت في شهر تشرين الأول (أكتوبر) عام 2013 الشركة الروسية "روزاتوم"  كأفضل عطاء لتنفيذ المحطة النووية الأردنية الأولى، على أساس العطاء المقدم.
وقال د.أحمد السلايمه، مدير المشاريع الأوروبية في الجامعة الأردنية، إن استخدام الطاقة النووية يساعد على توفير التكنولوجيات الملائمة لتوليد الكهرباء بأسعار مستقرة.
وبين أن اعتماد البرنامج النووي  في المملكة يأتي استجابة لخطة الطاقة الإستراتيجية الوطنية الأردنية لعام 2007 التي اشتملت على العمل على تحقيق أقصى قدر من استغلال موارد الطاقة المحلية، وتخفيض الاعتماد على المستوردات من الخارج، التي تستهلك أكثر من 20% من الناتج المحلي الإجمالي باستيراد 97% من احتياجاتنا من الطاقة من الخارج.   

نقلا عن جريدة الدستور الأردنية