مشاركة الأردن في المؤتمر الوزاري للعلوم والتكنولوجيا النووية في فيينا 

شارك الأردن في أعمال المؤتمر الوزاري للعلوم والتكنولوجيا النووية الذي عقد في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا نهاية الأسبوع الماضي وأكد رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان رئيس الوفد الأردني، في كلمة الأردن للمؤتمر، على إدراك الأردن للدور الأساسي الذي تؤديه الوكالة في تسخير العلوم والتكنولوجيا النووية لتحقيق التنمية العالمية المستدامة، وخاصة في مواجهة التحدي العالمي لتغير المناخ بانتاج طاقة نووية نظيفة، وتحسين المستوى الصحي ، ومكافحة الفقر، وحماية البيئة، وإدارة الموارد المائية.

وبين طوقان أن الأردن بذل جهوداً بالتضافر مع الوكالة لتسخير التكنولوجيا النووية في تلبية الاحتياجات الأساسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والبشرية، ولمتابعة برنامج التعاون التقني للوكالة لتلبية هذه الاحتياجات، مستعرضاً أمام المشاركين في المؤتمر أهم الإنجازات والتطورات في مشروع محطة الطاقة النووية الأردنية، ومشروع المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب،بالإضافةإلى مركز السنكروترون .

وأشار الى الاستراتيجية الحالية للطاقة النووية في الاردن ترتكز على مسارين متوازيين: الأول مفاعل نووي كبير بقدرة 1000 ميغاواط، والثاني يشمل المفاعلات النووية الصغيرة المدمجة لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه، حيث يعتبر الأخير هو الأنسب على المدى القصير في سد الفجوة في مزيج توليد الكهرباء في الأردن،

وأضاف الدكتور طوقان أن هيئة الطاقة الذرية الأردنية قامت بتوقيع العديد من اتفاقيات التعاون حول دراسات الجدوى الاقتصاديةلاستخدام هذا النوع من المفاعلات في الأردن من ضمنها شركات صينية، وروسية،وامريكية، وكورية، وبريطانية.

وقد عبر في كلمته عن شكره وتقديره للدعم الذي تقدمه الوكالة للاردن، كما دعاها الى تقديم المزيد من الدعم في مجال إعداد البنية التحتية التنظيمية لمواجهة تحديات ترخيص هذه المفاعلات الصغيرة بفعالية وكفاءة، وفي استكشاف آليات جديدة لتسهيل تمويل المشاريع النووية التي تمكن الدول الصاعدة الجديدة من تنفيذ مشاريعها، كما وحث الوكالة على التنسيق مع منظمات التمويل الدولية كمساهمين رئيسيين لإدخال مشاريع محطات الطاقة النووية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.

ونظمت هيئة الطاقة الذرية الاردنية على هامش المؤتمر ندوة خاصة بالمفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب، شارك فيها مدير المفاعل النووي ونائب رئيس  معهد كيري الكوري للطاقة الذرية ومفوض هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن وممثل عن الوكالة الدولية، تناولوا  فيها التحديات التي تم التغلب عليها في مجال التصميم والبناء والترخيص والتشغيل الآمن والاستخدام الأمثل للمفاعل ودور الوكالة في تقديم الدعمالتقني في مجال الأمان النووي.

وتم خلال الندوة عرض فيديو قصير يبين مراحل انشاء المفاعل خلال مراحل البناء والترخيص والتشغيل الذي يتم بالكامل من قبل فريق نووي اردني مدرب ومؤهل لادارة هذا المرفق النووي الحيوي ويعكس القدرة الذاتية للشباب الأردني اليافع على امتلاك ناصية هذه التكنولوجيات النووية المتطورة والمعقدة.

ويذكر أن المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب ومركز السنكروترون يشكلان منظومة بحث علمي متكاملة لنقل التكنولوجيا، فهاتان المنشأتان توفرانللأردن مصدرا للنيوترونات وآخر للفوتونات مما يوسع قاعدة البحث العلمي بما يتعلق بالفيزياء النووية والهندسة النووية وتطبيقاتها في كافة المجالات كالطب والزراعة والمياه والبيئة والعلوم الاساسية وغيرها.

وعلى صعيد متصل، فقد شارك د. خالد طوقان كمتحدث رئيسي في الجلسة الختامية للمؤتمر بعنوان "المضي قدماً بالتكنولوجيات والعلوم النووية" حيث سلط الضوء على تبوء الأردن مرتبة الصدارة في منطقة الشرق الأوسط كمركز تميز في العلوم والتكنولوجيا النووية وتطبيقاتها بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث انه يضم المفاعل النووي البحثي كمصدر للنيوترونات ومركز السنكروترون كمصدر للفوتونات ليساهم في النهوض بالبحوث العلمية المتقدمة والمتطورة من خلال استخدام هذين المرفقين النوويين المتميزين.

نقلا عن جريدة الدستور الأردنية