المفاعل النووي البحثي يبدأ انتاج وتسويق المواد الصيدلانية المشعة

 
 اعلن مدير المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب الدكتور سامر ابوقاهوق اليوم الاثنين ان المفاعل المقام في جامعة العلوم والتكنولوجيا باستطاعة 5 ميغاوط بدأ انتاج المواد الصيدلانية المشعة لنظير اليود-131 المشع وتسويقه للمستشفيات ومراكز الطب النووي الأردنية.
 وقال ابوقاهوق في تصريح صحفي اليوم الاثنين ان هذه المواد مخصصة للاستخدام في الفحوصات التشخيصية والعلاجية لبعض الاورام السرطانية ودراسات وفحوصات التشخيص لاداء الاعضاء المريضة حيث يعمل الاشعاع عمله في مكافحة الخلايا السرطانية وبيان مدى كفاءة الاعضاء والغدد المريضة.
 وأضاف ان الاردن ومستشفياته لهم الباع الطويل في استخدام هذه المادة التي تستورد من الخارج ولكن الان فانها تنتج محليا باستخدام المفاعل النووي الاردني للبحوث والتدريب المقام على ارض جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية في محافظة اربد شمال المملكة.
 وأشار الى ان المفاعل الذي بدأ العمل فيه منذ العام 2010 وافتتح في شهر تشرين الثاني 2016 اعادت الكوادر الأردنية التجارب التشغيلية "بنفسها ودون الاستعانة باي جهة خارجية لتثبت لنفسها انها صاحبة اليد الطولى في قيادة هكذا مشروع وتشغيله وصيانته والبدء بعملية استغلاله واستثماره".
 اكد ابوقاهوق ان المواد الصيدلانية المشعة لنظير اليود-131 المشع خير دليل على امتلاك ناصية من نواصي العلوم والتكنولوجيا النووية.
 وبحسب ابوقاهوق فقد تم الأسبوع الماضي توزيع مادة اليود المشع الى كل من مراكز الطب النووي في مديرية الخدمات الطبية الملكية ومستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي ومستشفى الأردن ومركز الحسين للسرطان والمستشفى التخصصي والمراكز العالمية للاشعة.
 وأوضح ان هذه المستشفيات والمراكز تم تجهيزها بمادة اليود المشع على شكل محلول في زجاجات خاصة بالاضافة الى كبسولات جيلاتينية تحوي المادة المشعة وذلك حسب طلب المستشفى وحاجتهم لها بالشكل المطلوب.
 وقال ان هذه العينات تم احكامها في الدروع الرصاصية المناسبة لها وحسب المواصفات العالمية مع تثبيت كافة المعلومات الفنية والاشعاعية عليها وفق متطلبات هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن.
 ووفق ابوقاهوق فقد حاز هذا المنتج على رخصة من مؤسسة الغذاء والدواء الاردنية بعد ان تحققت المؤسسة من توافر كافة المتطلبات الفنية والعلمية والهندسية اللازمة لترخيص انتاج اليود المشع وضمن المواصفة الصيدلانية الصحيحة.
كما افاد الدكتور قاهوق ان بداية السنة الجديدة ستشهد برنامجا مكثفا لانتاج كميات اكبر من اليود المشع لتلبية احتياج المستشفيات الاردنية وحسب ما طلبته هذه المستشفيات كما سيتم فتح خطوط انتاج مواد صيدلانية مشعة اخرى لتغطية كافة الاحتياجات الطبية.
 وقال ان هذا الاقبال يستوجب ان تتولى كوادر المفاعل ضمان تشغيله لفترات تتناسب مع الكميات التي سيتم طلبها وهذا التشغيل سيكون ضمن شروط السلامة والامان التي على اساسها تم تصميم المفاعل النووي الاردني للبحوث والتدريب.  
واكد مدير المفاعل الدكتور ابو قاهوق ان انتاج النظائر المشعة ليس الا احدى حلقات الاستفادة من قابليات المفاعل البحثي الذي هو ايضا يعتبر مركزا رياديا لتدريب الكوادر في مجال التكنولوجيا النووية وتدريب طلاب الهندسة والعلوم النووية.
 واشار الى استخدامات اخرى لهذا المفاعل مثل تحاليل العناصر باستخدام تقنية التنشيط النيوتروني والتي بدأت افاق التعاون لاستخدامها مع بعض الجامعات والمؤسسات البحثية.
 واكد ابو قاهوق ان المستقبل سيشهد قفزات نوعية في ترسيخ وتطويع التقنيات النووية المختلفة والموجودة في المفاعل لتسهم في فتح المجالات الواسعة امام الاردنيين في امتلاك التكنولوجيا النووية واستثمارها على الصعيدين العلمي والتجاري.