ندوة حول التعاون الإقليمي من أجل تحقيق التنمية المستدامة باستخدام الطاقة النووية

الرابط بين الماء والطاقة والغذاء

 

 

تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال وبحضور سمو الاميرة سمية بنت الحسن رئيس الجمعية العلمية الملكية، نظمت هيئة الطاقة الذرية الأردنية ندوة علمية اقليمية (بتقنية الاتصال عن بُعد) حول دور التعاون الإقليمي في تحقيق التنمية المستدامة باستخدام الطاقة النووية بعنوان:

Regional Cooperation for Sustainable Development Using Nuclear Energy :

The Water-Energy-Food-Nexus Integrated Planning in the Arab Region

وذلك يوم الخميس الموافق 17/9/202، هدفت الندوة الى ابراز أهمية التعاون الإقليمي في تحقيق التنمية المستدامة من خلال إيجاد حلول متكاملة للتحديات المتعلقة بتحقيق أمن المياه والطاقة والغذاء في المنطقة العربية.

شدد صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال في الكلمة التي ألقاها على ضرورة التوصل الى مقترح واقعي ابعد من ان يكون مجرد فكرة، يقوم هذا المقترح على اعداد دراسة جدوى للربط بين المياه والطاقة والغذاء في المنطقة العربية، بالاضافة الى التحليل الموضوعي للمعطيات للتوصل الى طرح ذي بعد استراتيجي يعمل على تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة بما يضمن تحقيق الكرامة الانسانية، ولا بد هنا من النظر بنظرة شمولية في إطار المشرق العربي والمنطقة العربية. كما شدد على ضرورة وضع حلول وخطط عابرة للحدود بعيدا عن السياسة، وتحديد اولوياتنا فيما يتعلق بقضايا المياه والطاقة والبيئة، حيث أن الدول العربية تمتلك القامات العلمية القادرة على ايجاد مثل تلك الحلول ووضعها حيز التنفيذ، واستشهد سموه بخيرة ابناء الامة الذين ساهم عدد منهم في حينه بوضع ميثاق الامم المتحدة في اربعينيات القرن الماضي.

وأشار سموه الى ضرورة ان تقوم الدول العربية بالبدء بالتخطيط الذاتي وتبادر بأخذ زمام الأمور بنفسها عوضا ان يقوم طرف اجنبي بالتخطيط نيابة عنها لتأتي الحلول جاهزة ومعلبة من الخارج دون ألأخذ بعين ألإعتبار البعد الوطني المحلي .  

وذكر سموه أن ابرز التحديات التي تواجه منطقتنا العربية وتواجه العالم ككل هو تحدي التغير المناخي، حيث يجب العمل على خفض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض، والتي ستؤدي لا قدر الله الى تفشي المجاعات والاوبئة نتيجة لارتفاع منسوب المحيطات وزيادة رقعة التصحر والتي ستكون منطقتنا العربية اكثر عرضة لها مقارنة مع غيرها.

كما بين سموه أن العالم بدأ يخرج تدريجياً من الأعتماد  الكبير على الوقود ألأحفوري ممثلاً بالنفط والغاز وأنه يتوجب علينا في  هذا الموقع الحيوي من  العالم ألإنتقال لبدائل أخرى في توليد الطاقة وبالذات الطاقة المتجددة متمثلة بالطاقة الشمسية وأشار بشكل خاص الى مشروع الطاقة الشمسية الضخم (Desert Tech) والذي كان يهدف الى توليد كميات ضخمة من الكهرباء في الصحراء الكبرى ونقلها من المغرب العربي عبر بلدان افريقيا العربية لتصل الى بلدان المشرق العربي في أسيا وبهذا يتعزز مبدأ التكامل العربي وتضافر الجهود في ايتكار حلول أبداعية تواجه التحديات المشتركة لمجموعة كبيرة من الدول العربية. 

واكد سموه انه في حال تم اعتماد خيار الطاقة النووية كأحد بدائل توليد الطاقة في منطقتنا فيجب ان نركز على كيفية التصرف بالوقود المستنفذ وحماية البيئة.

وبين الدكتور خالد طوقان في كلمته الاستهلالية اهمية الدور الرئيسي للطاقة النووية في معالجة العديد من جوانب الربط بين المياه والطاقة والغذاء. وذكر أن الطلب الإقليمي على كل من الطاقة والمياه آخذ في الارتفاع بسبب النمو الاقتصادي والسكاني، وأنماط الاستهلاك.

وأوضح الدكتور طوقان أنه يمكن اعتبار مفاعلات الطاقة النووية على أنها بديل طويل الأمد لتوليد الكهرباء وتحلية المياه، وكضمان لأمن الطاقة والتقلبات المستقبلية لأسعار النفط والغاز الطبيعي. ومكون مهم بشكل خاص في استراتيجية طاقة منخفضة الكربون للحد من التغير المناخي. كما شدد الدكتور طوقان على أهمية التطبيقات النووية والتي من الممكن ان تسهم بشكل كبير جدا بالنهوض بالزراعة الذكية.

شارك كل من رئيس هيئة الطاقة الذرية اللبنانية، ومدير عام الهيئة العربية للطاقة الذرية ورئيس سلطة الطاقة الذرية المصرية وممثل دائرة التعاون التقني في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الاردنية كمتحدثين رئيسين في الجلسة الرئيسة والتي تمحورت حول دور الطاقة النووية في مواجهة هذا التحدي.

وفي ختام الندوة وجه سمو الامير الحسن بن طلال المشاركين الى ضرورة اجتراح الحلول الخلاقة بعد التشخيص السليم للتحديات والمشاكل التي تواجه المنطقة العربية في ثلاثي المياه والطاقة والغذاء حيث أكد سموه الى أهمية تكوبن شراكات بين دول المنطقة العربية للانتقال من البعد الوطني الى البعد ألاقليمي  لمواجهة تحدي التغير المناخي حيث لا توجد دولة في المنطقة قادرة على مواجهة هذه  التحدي  بمفردها وخاصة اذا أضفنا البعد البيئي الى ثلاثي المياه والطاقة والغذاء.    

كما ركز سموه على تعظيم الأستفادة من مساهمة الهيئات الدولية كالوكالة الدولية للطاقة الذرية في منطقتنا العربية مستفيدين من نجاح تجربة الوكالة في منطقة شرق اسيا والمحيط الهادئ وضرورة الإعتماد على الذات والكفاءات العربية من داخل المنطقة في تصميم النماذج الخلاقة العابرة للحدود بما فيه المنفعة المشتركة للدول العربية مجتمعة.

هذا، وقد حضر الاجتماع عدد كبير من رؤساء الهيئات العربية المعنية بشؤون الطاقة النووية في الدول العربية اضافة الى عدد من المختصين من مختلف الجهات البحثية والعلمية الوطنية.