الأردن يترأس أعمال المؤتمر الدولي للمفاعلات البحثية: الإنجازات والخبرات والطريق إلى مستقبل مستدام، المنعقد في العاصمة النمساوية فيينا، 11-15 تشرين ثاني 2024.
ترأس الدكتور خالد طوقان، رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية، اليوم الأثنين أعمال إفتتاح المؤتمر الدولي للمفاعلات البحثية بحضور مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية سعادة السيد روفائيل جروسي، والذي يعقد في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العاصمة النمساوية فيينا هذا الأسبوع.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور طوقان على أهمية المفاعلات البحثية في دعم البحث العلمي وتطوير التقنيات النووية الحديثة، مشددًا على دورها الحيوي في مجالات الطب النووي، والصناعة، وتوليد الطاقة والبحوث الأساسية.
كما أشار الى إن المفاعلات البحثية ضرورية لدفع الاكتشافات والابتكارات العلمية التي تعود بالنفع على المجتمعات البشرية. وفي الأردن، يقف المفاعل النووي الاردني للبحوث والتدريب كشهادة على حرص الهيئة الدفع قدماُ بالتنمية المستدامة وتعزيز التعاون الإقليمي. حيث ومنذ تشغيله في عام 2016، أصبح المفاعل النووي الأردني مركزًا حيويًا للبحث العلمي والتعليم والتدريب وبناء القدرات البشرية النووية المتخصصة، على مستوى الأردن ومنطقة الشرق الأوسط، كما ان هذا المفاعل ينتج حالياً عدة نظائر مشعة كاليود المشع (131) والهولميوم (166) المستخدمين في تشخيص وعلاج السرطان اضافةً الى نظير الاريديوم (192) المستخدم في التصوير اللااتلافي الصناعي، عدا عن السير في اجراءات البحث والتطوير لإنتاج نظير التكنيشيوم (99) المستخدم في الطب النووي. كما تعكف ادارة المفاعل البحثي حالياً على ادخال تقنية الغرز النيوتروني لبلورات السيليكون عالية النقاوة المستخدمة في صناعة اشباه الموصلات.
كما أشارالدكتور طوقان إلى التحديات التي تواجه هذا القطاع، داعيًا المشاركين إلى استثمار المعرفة المكتسبة خلال المؤتمر في تطوير استراتيجيات جديدة تعزز من استخدام وتطوير المفاعلات البحثية بشكل آمن ومستدام.
وفي الكلمة الافتتاحية لمدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية أشار السيد جروسي الى وجود (227) مفاعل بحثي عامل في اربع وخمسين بلداً حول العالم، ومن ضمنها احدى عشر مفاعل بحثي قيد الانشاء.
كما بين ان لهذه المفاعلات البحثية ادوار رئيسية في التعليم وتأهيل قوة بشرية مؤهلة لإستخدام هذه المفاعلات في الطب، الزراعة، الصناعة ودعم التقدم العلمي والابتكار التكنولوجي. كما اشار الى ان الوكالة تقدم الدعم للدول الاعضاء من خلال مهمات اختصاصية تشمل تقييم تشغيل المفاعلات البحثية إضافة الى الإستخدام الفاعل لهذه المفاعلات البحثية.
ويهدف المؤتمر والذي دأبت الوكالة على عقده كل أربع سنوات منذ عام 1999 إلى تعزيز التعاون العلمي والتقني بين الدول المشاركة وتبادل الخبرات في مجال تصميم واستخدام المفاعلات البحثية وتطبيقاتها المتنوعة.
يشارك في هذا المؤتمر ثلاث مئة وخمسون من الخبراء والعلماء والباحثين من مختلف دول العالم المختصين في المفاعلات البحثية النووية بالاضافة الى اثني عشر من خبراء هيئة الطاقة الذرية الاردنية وعدد من الخبراء الأردنيين من قطاعات مختلفة، حيث تم إلقاء ثلاث محاضرات علمية في مواضيع تتعلق بادارة وتشغيل المفاعل النووي الاردني للبحوث والتدريب إضافة الى تطوير منظومة الرقابة النووية الاردنية ومحاضرة أخرى عن بناء منظومة الأمن النووي الخاصة بالمفاعل النووي الأردني، وتم عرض تسعة عشر ملصق علمي (بوستر) من قبل باحثين اردنيين. كما تضمن جدول اعمال المؤتمر ورش عمل وحلقات علمية حول أحدث التطورات في مجال المفاعلات البحثية، حيث جاءت مشاركة للاردن في الحلقة الخاصة بالتحديات والفرص المتاحة لدور المرأة في المفاعلات البحثية.
ومن المتوقع أن يسهم هذا المؤتمر في تعزيز الشراكات الدولية وتطوير الأبحاث التي تدعم الابتكار في تصميم واستخدام المفاعلات البحثية في تطبيقات نووية متعددة وتشغيل وصيانة المفاعلات البحثية بالاضافة الى سلامة وأمن وأمان وإدارة الوقود للمفاعلات البحثية والاعتبارات الإدارية الشائعة والمشتركة في المفاعلات البحثية.