هارييت بروكس
كانت هارييت بروكس تُقارن فيما مضى بماري كوري نظراً لقدراتها العلمية و مساعيها في مجال الفيزياء النووية، وكانت أول امرأة تعمل في مجال الفيزياء النووية في كندا، وهي تشتهر بمساهماتها في أعمال إيرنست روثرفورد الحائز على جائزة نوبل والمعروف بأب الفيزياء النووية.
ومن أهمّ مساهمات بروكس العديدة في العلوم النووية، نذكر عملها المتعلق بالنشاط الاشعاعي والتحويلات النووية، والقائم على تحويل عنصرٍ أو نظيرٍ إلى آخر. ووجدت أن "الغازات المنبثقة"، أو الانبعاثات الآتية من العنصر الكيميائي الثوريوم، لا تشبه الجسيمات ألفا أو بيتا التي كانت مألوفة في ذلك الوقت. ومن خلال نشر هذه الانبعاثات مع الهواء، استنتجت أنه غازٌ مشعّ، ووزنه الجزيئي أقل من وزن العنصر الأصل وهو الثوريوم. وأثّرت هذه الاستنتاجات في الطريقة التي صاغ بها المشرف عليها روثرفورد مع فريديريك سودي نظريتهما بأنه يمكن تحويل العناصر من خلال تفكيك الجزيئات. وكان ذلك استنتاجاً أساسياً لتطوّر الفيزياء والكيمياء النووية بشكلٍ عام. وحصل روثرفورد على جائزة نوبل في الكيمياء عن هذه النظرية، واعترف بالفضل لبروكس عن مساهماتها.
وتبلورت مساعي بروكس العلمية على يد أعظم العقول في مجال العلوم فبالإضافة إلى عملها مع روثرفورد، عملت تحت إدارة طومسون في مختبر كافينديش في جامعة كامبريدج (عام 1902) وماري كوري في باريس (1906)، وكليهما حاصلين على جائزة نوبل.
