مشروع محطة الطاقة النووية

تسعى المملكة الأردنية الهاشمية، كما وباقي دول المنطقة والعالم، الى تحقيق أمن الطاقة والمياه و مواكبة الطلب المتنامي عليهما. ,ولتحقيق ذلك، تسعى الأردن الى امتلاك خليط من مصادر الطاقة الذي يحقق اكتفاؤها. وقد أثبتت الطاقة النووية عالمياً قدرتها على انتاج كميات كبيرة من الكهرباء النظيفة. ومن هنا، تسعى الهيئة إلى إدخال الطاقة النووية ضمن خليط الطاقة في الأردن لتحقيق الإكتفاء الذاتي من المصادر المحلية للطاقة. و تحقيقاً لذلك، تعكف الهيئة حالياً على إجراء دراسات فنية مـن حيـث التصميـم والأمـان النــووي، البنيــة التحتيــة و الطــوارئ النوويــة، دورة الوقــود النــووي، الدراســات البيئيــة والتراخيـص، والتمويـل وتوطيـن التكنولوجيـا وبمـا يتوافـق مـع أعلـى المعاييـر والتشـريعات المحليــة والعالميــة ودراسات جدوى اقتصادية لتكنولوجيات وتصاميم مختلفة من مفاعلات الوحدات النمطية الصغيرة (Small Modular Reactors) بقدرة تتراوح ما بين 50 – 300 ميجا واط لكل وحدة،  والتي توفر مرونة في تلبية الحاجة لتوليد الطاقة وتحلية المياه وغيرها من التطبيقات.

تتميز تكنولوجيا المفاعلات النمطية الصغيرة بالعديد من السّمات مقارنة بمحطات الطاقة النووية التقليدية ذات السعات التوليدية الكبيرة. ومن أبرز سماتها احتوائها على أحدثِ أنظمة ومتطلبات الأمان النووي الكامنة واحتياجها لمياه تبريد بكميات أقل من المفاعلات التقليدية، إضافةً الى امكانية التوليد المشترك للطاقة (Co-generation) بحيث يمكن استخدامها في تطبيقات إضافية مثل تحلية المياه و توليد الهيدروجين. كما أن تكلفتها الإجمالية منخفضة نسبياً و تمتاز بسهولة التمويل. و تُعتبَر هذه المفاعلات ملائمة للسعة التوليدية لشبكة الكهرباء الوطنية، و توفر إمكانية إضافة وحدات نووية بهدف زيادة سعتها الإنتاجية لمواكبة الطلب المتنامي على مصادر الطاقة، علاوة على عمرها التشغيلي الذي يمتد لستين عاماً مع قابليتها للتمديد.

تجري الهيئة في الوقت الحالي الدراسات اللازمة للتحقق من إمكانية دمج المفاعلات النمطية الصغيرة مع مشاريع تحلية المياه بالتعاون مع الجهات المعنية، و ذلك لتغطية الطلب المتزايد على المياه في العاصمة عمان و مدن أخرى. و تدرس مشاريع التحلية في الأردن خيارات استخدام مياه البحر الأحمر و تحليتها و ضخها الى العاصمة، كذلك تدرس الهيئة الخيارات المتاحة في تقنيات التحلية من أنظمة التناضح العكسي و التكنولوجيات الحرارية.

و قد قامت الهيئة ضمن إطار المشروع بتأمين و تأهيل و تطوير ما يتماشى مع احتياجها من خبرات و موارد بشرية تضم المهندسين و الفيزيائيين و الكيميائيين وبعض التخصصات الأخرى. إضافةً الى إتمام تقييم الموقع الأنسب للمحطة النووية الأردنية بالاعتماد على دراسات فنية تضمن تحقيق جميع المعايير والشروط الدولية. و تمضي الهيئة قدماً في التواصل مع مزودي التكنولوجيات النووية و استكمال التقييمات اللازمة للخيارات المتاحة و التي تحقق أهداف المشروع.